الظهر والعصر صلاه سريه ولقد فرض الله عز وجل الصلاه لصالح الإنسان، وهي الوسيله بين العبد وربه، أولاها الشرع عناية كبيرة، وهي العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء وفي هذا المقال سوف نتعرف علي اسباب صلاه العصر والظهر سرا
لماذا صلاه الظهر والعصر سريه ؟
أوضح فضيلت الشيخ مزمل من خلال برنامج “بريد الإسلام” المذاع عبر موجات إذاعة القرآن الكريم أن النبي صلي الله عليه وسلم قبل وقت الهجرة كان يصلى الظهر والعصر جهرًا،ولكن بعد نزول قول الله عز وجل فى الآية (110 )من سورة الإسراء: { قل ادعو الله وادعوا الرحمن اما تعوا فله الاسماء الاحسني ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغي بين ذالك سبيلا }.
وتابع مزامل أن مما ورد عن اسباب نزول هذه الآية القرآنية ما رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس أنها نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم متورا بمكة ، وإذا صلى بأصحابه كان يرفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن، فقال الله سبحانه وتعالي لنبي صلى الله عليه وسلم: ” ولا تجهر بصلاتك ” أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن، ” ولا تخافت بها ” عن أصحابك فلا يسمعون، “وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا” رواه البخاري، وعن عائشة رضي الله عنها، قالت إنها نزلت في الدعاء.
بالاضاف الي قول مزامل أنه بعد الهجرة النبوية وتوقف إيذاء المشركين استمر التشريع وبقت هذه سنه لنا، حتى نعلم اسباب نزول الآية ونعرف ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان جهاده روسل الله وصبره على الإيذاء، وهذا يؤكد أننا أمة التوسط والاعتدال.
أسباب أخرى لسرية صلاة الظهر والعصر
ويقول البعض الاخر ان اختيار الظهر والعصر يُسرّ فيهما بالقراءة لأن وقتهما في النهار ، والإنسان في هذا الوقت قد يكون منشغل البال ، فتكثر عليه الافكار والاعمال فيكون منشغلا بوظيفته أو تجارته أو صناعته فلو كانت القراءة جهرية فمن الممكن ان ينشغل قلبه ولم ينصت لقراءة الإمام ، ولم يستمع لها ولم يتفرغ بل تواردت عليه الافكار فكان الأمر أن يقرأ لنفسه حتى تكون قراءته تجلب له التفكير والتأمل والخشوع لله
ومن الواضح أنه في حالة اذا كانوا جماعة في الظهر والعصر فلا يجهروا في القراءة ، لأن فيه تشويشاً على بعضهم البعض ، فأمر الإمام والمأموم أن يسرّوا بالقراءة
ولكن الصلاه اثناء الليل يكون الانسان تفرغ عن جميع الانشغالات والافكار التي تشغله وتبعد عن الصلاه ومن اجل هذا يجهر الامام في المساجد بالقراءه ولي يستفاد المصلي من القراءه ويزيد خشوعه لله عز وجل
أما الآية التي ذكرت في سوره الاسراء فهي خاصة بصلاة الليل والتهجد فإذا كان الإنسان يصلي وحوله الكثير من الناس فهم يستمعون لقراءته وآخرون في حال نوم فلا يجهر حتى لا يؤذي النائمين ، ولا يخافت فتضيع الفائدة على المستمعين ، بل يجب عليه أن يجهر بقراءته قليلا بقدر ما يسمع ، ولا يجهر كثيرا حتى لا يتأذى به النائمون .
ان الصلاة عماد الدين، ويجمع الكثير من العلماء على أن من تركها تكاسلًا وارتكب إثمًا كبيرًا، وكفارتها عليه أن يندم ويستغفر ويتوب إلى الله عز وجل،كما ان رسول الله صلي الله عليه وسلم يجب قضاء الصلوات الفائتة باتفاق الأئمة الأربعة؛ ودليل علي هذا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صلاه فليصليها إِذَا ذكرها ، لا كفاره لَهَا إِلا ذَلِكَ» متفق عليه.
- مقالات تهمك إخترناها لك :-
- مهارات مهمه لطفل الرابعه
- طرق تساعدك فى التعامل مع المراهق
- الإكتئاب فى سن المراهقه
- تخلص من الذباب والناموس بتلك الطرق
- لماذا خلقنا الله عزوجل ؟
ان الله عز وجل فرض علي عباده 5 صلوات يومية منها ثلاث جهرية وهم (الفجر والمغرب والعشاء ) , واثنتان سرية وهما ( الظهر والعصر) , والجهر فيما جهر به رسول الله عليه افضل الصلاه والسلام ، والإسرار فيما اسر به من الرسول من الصلوات وهو من سنن الصلاة وليس من واجباتها، والاحسن للعبد المصلي عدم تجاوز سنه النبي صلى الله عليه وسلم وهديه.
بالاضافه الي اجتهاد العلماء من اجل معرفه الحكمة من الصلاة الجهرية والسرية ولماذا الظهر والعصر صلاه سريه، حيث قال بعضهم أننا نفعل ذلك افتتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فنسرُّ فيما أسرَّ فيه، ونجهر فيما جهر فيه، لقول الله سبحانه وتعالي : «لقد كان لكم في رسول الله اسوه حسنه » (الأحزاب:21)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رايتموني اصلي » رواه البخاري في صحيحه.
وبعضا من العلماء ذكروا أن الجهر في صلاة الليل أقرب للخشوع والتدبر وهذا بسبب الهدوء في الليل، وابتعاد الناس عن مشاغلهم ، ويهدأ بال الإنسان في الليل ويتفرّغ بذلك لصلاه والخشوع، بخلاف النهار , حيث ان الليل مكان خلوه بالله تعالى، فإذا قرأ المسلم القران الكريم جهرًا كان أكثر نشاطًا له، وانتفاعا من القراءة وتبعده عن النوم، كما انه يرفع من صوته بشكل لا يؤذي من حوله من النائمين أو المصلين ، ولكن اذا كان وحده فيرفع صوته في القراءه بشكل متوسطٍ، ليعينه الله على الخشوع والتأمّل وطرد الشيطان.